ان مدينة اسطنبول في تركيا هي عبارة عن حديقة كبيرة غناء بطبيعتها و فاتنة بملامحها و ساحرة بكل تفاصيلها , ولا غريب في ذلك فمن ناحية الحدائق و المنتزهات فقط نجد أن اسطنبول تحتضن باقة من أجمل الحدائق والمنتزهات الخضراء والتي تعانق مياه البحر في مضيق البوسفور الشهير
ولعل أقدمها و أشهرها و أكثرها إجلالا هي حديقة غولهانه (بالعربية : بيت الزهور) و التي كانت ذات يوم جزء من الحديقة الخارجية التابعة لقصر توبكابي ولا نزال حتى الآن نجد عند حافتها الجنوبية بوابات كبيرة تفضي إليه
كانت حديقة غولهانه مخصصة للسلطان و حريمه و كبار الشخصيات, تمدهم برائحة الزهور العطرة و توفر لهم إطلالات رائعة على مساحات عشبية مسطرة بمختلف أنواع الورود الممتدة في أبهى حلة
وفي عام 1912 اعتبرت غولهانه حديقة عائلية رومنسية تحمل الدفء والسكينة بين جنباتها لتعد مكانا شعبيا حميميا بالنسبة للسكان المحليين و ملاذا يقدم الراحة مع الاستقبال الحار للسياح القادمين إلى منطقة السلطان أحمد
تعرضت منذ افتتاحها للكثير من التغييرات إلا أنها مؤخرا استردت هدوءها التقليدي الأصلي بفضل إزالة بعض الهياكل الخرسانية وإعادة إحياء المناطق الخضراء التي تتخللها مسارات المشي
يستنشق زائر هذه الحديقة ريح السعادة ضمن مساحات من السهول المكسوة بأشجار الدلب اليانعة ذات الأغصان المدلهة التي تسعى إلى معانقة بعضها البعض لتوفر الظلال الوارفة خلال الأيام الحارة , و تشير الدراسات إلى أن بعض هذه الأشجار تعود إلى القرن التاسع عشر
كما يستمتع القادم إلى هنا بمراقبة الطيور , فبعضها جاثم على البرك المائية المنتشرة في الأرجاء وبعضها متسلق على الأشجار وبعضها يطير على ارتفاع منخفض ليملئ المكان مع الفراشات الملونة بالحيوية و الطاقة
كما يمكن أن تلاحظ وجود بيوت صغيرة لهذه العصافير موضوعة خصيصاً لها في أعلى الأشجار
توفر الحديقة عددا من الطاولات و المقاعد التي تزدحم بشدة أيام الطقس اللطيف و في عطل نهاية الأسبوع لذا من الأفضل الذهاب في وقت مبكر أو تحمل عبء الانتظار إلى أن يخلو أيا منها
أما ساحات هذه الحديقة فتحضن مجموعة متنوعة من التماثيل بما في ذلك تمثال لمؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، و آخر العمود القوطي الذي يعتبر ذكرى انتصار الرومان على القوط
ومن المفيد أيضا زيارة “متحف العلوم والتكنولوجيا الاسلامي” الذي يعرض نماذج لأهم وأبرز الاختراعات التي شهدها التاريخ الإسلامي في الفترة ما بين القرن الثامن و الثالث عشر و الذي افتتحه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في الجانب الغربي من الحديقة عام 2008
يذكر أخيرا أن الحديقة مخدمة بعدد من أكشاك بيع الوجبات الخفيفة والمشروبات والآيس كريم كما تضم في الطرف الشمالي منها مقهى يوفر مناظر و إطلالات رائعة على البوسفور و بحر مرمرة ولكن تعبتر الأسعار فيه مرتفعة نظراً لموقعه و اطلالته الفريدة على البوسفور
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق