واحد من أهم المعالم السياحية في إسطنبول وأكثرها جذباً للسياح، يزوره يومياً 400 ألف سائح، ويقوم على خدمتهم 26 ألف عامل في مختلف التخصصات، إنه السوق المغطى، ويُطلق عليه أحياناً جراند بازار
السوق المسقوف أو المغطى واحد من أقدم وأكبر الأسواق المغطاة في العالم، حيث يتجاوز عمره الـ 550 عاماً، ويضم داخله 61 شارعاً و5000 محلاً، تجتمع كلها تحت سقف واحد وسط العاصمة التركية وعلى مسافة قريبة من غالبية الأماكن السياحية
يرجع تاريخ بناءه إلى شتاء عام 1455م بعد فترة قصيرة من فتح العثمانيين للقسطنطينية، حينما أراد السلطان محمد الثاني فتح عدة دكاكين بهذا المكان كي يخدم مسجد آيا صوفيا القريب منه، وبمرور السنوات ازداد عدد الدكاكين وبدأت تزدهر التجارة وتجذب عدداً كبيراً من التجار في وقت قصير، ثم اضطر التجار لتغطية الممرات التي تفصل بين أزقة السوق لتجنب الظروف الجوية السيئة ولجذب أكبر عدد من الزبائن
انتشرت في السوق منذ القدم عدة حرف يدوية، وكان الحرفيين أصحاب الحرفة الواحدة يجتمعون سوياً في مكان واحد مما جعل أسماء الشوارع تُسمى على أساس الحرفة الموجودة بها، فنجد ظهور أسماء في ذلك الوقت مثل شارع النحاس وشارع الذهب وشارع النجارين… وهكذا، وتطور الأمر شيئاً فشيئاً حتى صار السوق هو مركز التجارة للإمبراطورية العثمانية كلها، يقصده التجار الأتراك والأوروبيون والعرب، وكان يحرسه كل ليلة قرابة المائة جندي عثماني وكأنه قلعة محصنة
للسوق بوابات عديدة، وعادةً يدخل الزائر من البوابة الرئيسية التي تقودك إلى الشارع الرئيسي وبمجرد دخولك ستجد الفارق الكبير في درجة الحرارة عن الخارج، وعلى جانبي هذا الشارع والشوارع المتفرعة منه تجد المجلات المتنوعة، والحمامات التركية، والمساجد القديمة، والمطاعم ومقاهي التي يغلب عليها الطابع الشرقي رغم تداخل العنصر الأوروبي في غالبيتها
تجد في السوق حتى الآن مصنوعات يدوية فاخرة مثل السجاد التركي، والفخار والأواني النحاسية والملابس التركية الشهيرة، سواء الصوفية أو الحريرية، بالإضافة إلى المجوهرات والسيراميك والمنتجات الجلدية والقطنية ومنتجات المرمر والأحجار الكريمة، وغيرها من المنتجات، ونظراً لمئات الآلاف من السياح الذين يزورون السوق يومياً فقد تم افتتاح عدة مطاعم تتيح لهم تناول الطعام في منتصف جولتهم السياحية
يقع السوق في منطقة سياحية رائعة، وأقرب الساحات إليها هي ساحة بايزيد والتي يتم الوصول إليها عن طريق الترام كأنسب وسيلة مواصلات هناك، ومن هذه الساحة يمكنك مواصلة جولتك السياحية سيراً على الأقدام للتمتع بأسواق اسطنبول القديمة، فمن هناك تمشي في طريق منحدر يتجه بك إلى السوق الطويل ثم إلى مسجد رستم باشا ومنه إلى سوق البهارات المصري في ما يعرف بالقرن الذهبي وتنتهي الجولة حتى جسر جالاتا
ويفتح السوق أبوابه يومياً عدا يوم الأحد والعطلات الرسمية، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً حتى السابعة مساءً
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق