إن ماأهم مايميز منطقة كاديكوي بالنسبة للزائر في اسطنبول هو ركوب المنطاد والتحيلق عاليا في سماء اسطنبول لتنظر من الأعلى لسحر اسطنبول وجمالها الخلاب
تعتبر كـاديـكـوي من أولى الأماكن التي استقر فيها الإنسان وفقاً لما ترويه الأساطير،
أما بالنسبة لزائريها وقاطنيها فهي إحدى أكثر الأحياء هدوءاً وجمالاً في مدينة اسطنبول الساحرة،
إذ تمثل كاديكوي مكاناً مثالياً للباحثين عن المتعة والجمال،
وملاذاً حقيقياً للاستجمام والترفيه والابتعاد عن صخب الحياة اليومية.
نظراً لما تمتلكه من مقومات سياحية وطبيعية تجذب مختلف السياح في العالم،
حيث تشتهر كاديكوي بسوقها التاريخي وخليجها المميز وحديقتها(فنار بخشة) الجميلة
إضافة إلى مرفأ اليخوت الذي يستقبل الآلاف من عشاق هذه الرياضة.
وعلى الرغم من الهجمة العمرانية الشرسة التي تسببت
في القضاء على أجمل القصور والمنازل الصغيرة المحاطة بالحدائق الجميلة
تاركة مكانها للأسواق والمراكز التجارية التي تتميز بضخامتها وحداثتها،
استطاعت كاديكوي المحافظة على حيويتها وتفردها عبر الزمان.
ويعد شارع بغداد الواقع في القسم الأسيوي من مدينة اسطنبول
ضمن حدود بلدية كاديكوي والممتد على مسافة 9كم
من منطقة بوسطانجي وحتى كيزل طوبراك من أشهر الشوارع في مدينة اسطنبول.
ففي عهد الإمبراطورية العثمانية وحتى قبل فتح القسطنطينية (اسطنبول)
كان هذا الطريق يربط الإمبراطورية العثمانية بالأناضول ويستخدم
لمرور القوافل التجارية والجيوش آنذاك.
وبعد قيام الدولة العثمانية بفتح مدينة القسطنطينية،
أصبح سهل حيدر باشا، الذي أعطى اسمه فيما بعد
إلى إحدى محطات القطارات الهامة، نقطة تجمع الجيوش العثمانية للانطلاق باتجاه الأناضول.
أما بالنسبة للاسم الذي يحمله شارع بغداد فيقترن بفترة حكم مراد الرابع،
فبعد عودة الجيوش العثمانية منتصرة في حربها مع الإيرانيين
الذين كانوا قد أعدوا حملة لاستعادة بغداد،
تمت تسمية الطريق الذي انطلقت منه هذه الحملة بطريق بغداد.
تنتشر على طول شارع بغداد السواقي وأماكن الصلاة التي ترجع بتاريخها إلى العهد العثماني ولكن عقب انهيار ساقية الفراق
في سهل تمت تسمية السواقي المتبقية بأسماء الأحياء المتواجدة فيها
ونذكر منها ساقية سوغوتلو( سوغوتلو جشمة)
ساقية سلامي (سلامي جشمة)
وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني أصبح شارع بغداد
مركزاً رئيسياً لإقامة الطبقات الغنية،
إذ أن بشاوات تلك الفترة وكبار رجال الدولة والتجار الأغنياء
راحوا يشترون الأراضي في منطقة كاديكوي لبناء منازلهم وقصورهم الصغيرة
بجانب قصر السلطان بغية التقرب منه،
ولم يتبق اليوم من هذه القصور والمنازل الصغيرة التي تعتبر
من أولى الأبنية العمرانية في شارع بغداد إلا القليل.
تم تنظيم شارع بغداد في العهد العثماني عام 1918،
حيث قامت بلدية اسطنبول بتنظيمه من المنطقة المسماة
كوربالي دره ومنطقة كيزل طوبراك ولكن في عام 1934
وبعد إجراء بعض التعديلات على الطريق تم تسمية الشارع الجديد
الواصل بين منطقة كوربالي دره وجسر بوسطانجي بشارع بغداد.
زين شارع بغداد بأحجار مرصوفة أطلق عليها أحجار أرناؤوط
قبل الحرب العالمية الأولى إلا أنه وبقصد تسهيل حركة المركبات
تم اقتلاع هذه الأحجار وعبد الطريق بالإسفلت.
وفي الفترة التي كانت أرصفة أرناؤوط هي السائدة
كان هناك طريقٌ آخر يمتد من كيزل طوبراك
ولكن التنقلات كانت تتم بواسطة عربات تجرها الخيول
بين منطقة حيدر باشا ومنطقة بوسطانجي في كاديكوي.
في مراحل لاحقة أحدث خط جديد للترام
يصل منطقة التيول بمنطقة بوسطانجي،
وكان هذا الترام يمر بشكل متوال عبر المناطق التالية،
التويل ودره أغري والت جفزلك وقلامش وقيزل توبراق
سلامي جشمة وشيفتا هاووزلار وجادة التو تونجي محمد افندي